أفلام الرعب.. قصصها.. متابعوها والشغف بها

إنها أحجية يصعب تفسيرها احتار علماء النفس في التفسير, لماذا يحب كثيرون مشاهدة أفلام الرعب؟ ولماذا يقرأ البعض قصص الرعب بنهم و شغف؟
إنَّها فعلاً أحجية غريبة, ففي الوقت الذي يحب فيه جميع الناس الأسوياء أن يبتعدوا عن العنف بدون سبب والعيش بأمان وصحة نفسية, تسعى فئة كبيرة لمتابعة أفلام الرعب التي تطفح بمشاهد الدماء والأشلاء وتقطيع الأوصال، بل يتفنن المخرجون في إخراج مشاهد تدفع بالمشاهدين إلى جحيم من الرعب والتوتر.
أفلام منها ما هو مقزز ويعتمد على إثارة القرف لدى المشاهدين مثل أكل الأدمغة والأجساد البشرية, ومنها ما يعتمد على إثارة التوتر لدى المشاهد حتى يصل إلى نقطة تقرُب من الانهيار, ومنها ما يعبث بعواطف المشاهد ويلعب على عوامل الغموض وما يسمونه الروحانيات.. فتترسخ لديه مفاهيم خاطئة ربما تؤثر عليهم مدى الحياة..

لماذا يحب بعض الناس مشاهدة أفلام الرعب؟
تفسيرات عدة.. منها ما يشبه أفلام الرعب نفسها في غموضها؟ ما الذي يدفع الناس الأسوياء إلى مشاهدة أفلام الرعب التي يمكن أن تنمي كلَّ شيءٍ في الإنسان إلا صحته النفسية، بل قد تدفع به دفعاً إلى التوحش والاعتياد على مشاهد القتل والإجرام والعنف.
يقول الأطباء: «إن تأثير الأفلام المرعبة أو مشاهدتها يختلف من شخص لآخر، فالبعض يرى فيها صورة من صور الإثارة إلى حد الاستمتاع والآخر يرى فيها عكس ما يشعر به داخلياً من الخضوع والاستسلام والضعف والسلبية وكأنه بمشاهدتها يتمنَّى أن تكون حياته بمثل هذا النوع من الحيوية والتجدُّد والنشاط، أي حيوية في القتل والحرق والأشلاء والدماء، نعم هناك إثارة للمرضى النفسيين بلا شك، والبعض قد يرى فيها تحقيقاً لبعض الرغبات المكبوتة لديه في إلحاق الألم بالناس والتلذذ به أليس هذا مرضاً نفسياً؟.
هناك من يفسر تفسيراً غامضاً غريباً ويتحدَّث عن الشخصية البدائية الكامنة في البشر وإطلاق العنان لهذه الشخصية في مشاهدة أفلام الرعب.. تفسيرات عديدة, ولكن لا يوجد تفسير يجمع عليه الجميع يوضح لنا لماذا يرغب إنسان سوي يريد أن ينعم بالصحة العقلية والنفسية بمشاهدة أفلام الرعب؟.

تأثير أفلام الرعب على الأطفال
أشارت الدراسات إلى أنه في المتوسط يقضي الأطفال الصغار ما يقرب من 73 دقيقة في المشاهدة كل يوم، 14 دقيقة منها تحدث بعد الساعة السابعة مساءً، أما الأطفال الذين لديهم تلفاز في غرف نومهم فيقضون أوقاتاً أطول أمام الشاشة ويكونون أكثر عرضة لاضطرابات النوم.
وقال الباحثون: «كنا نتصوَّر أنَّ التأثير يحدث نتيجة الأفلام التي تحتوي على العنف وبخاصة في فترة المساء، إلا أننا وجدنا أن أي محتوى في المساء يمثل مشكلة، وليس بالضرورة مشاهد العنف فقط التي تؤثر في مشاكل النوم».
وأثبتت الدراسة أن حوالي 21 بالمئة من الأطفال في سن ما قبل المدرسة يواجهون على الأقل مشكلتين في النوم، بما في ذلك صعوبة النوم، والكوابيس، وتكرار الاستيقاظ أثناء الليل أو الشعور بالإعياء أثناء النهار. وأشارت دراسة سابقة إلى أنه ما بين 20 بالمئة إلى 43 بالمئة من الأطفال الأمريكيين في عمر ما قبل المدرسة لديهم تلفاز في حجرات نومهم.